بحث

السبت، 20 نوفمبر 2010

صناعة المعلومات



ثلاث ضربات متتالية حلت على جبين العالم في السنوات القليلة الماضية جعلته لا يفكر في واحدة حتى تحل به الأخرى......
أولها ثورة الحاسبات الشخصية وانتشارها في أواسط المجتمعات، والتقدم الكبير في كفاءتها مع انخفاض متسارع في أسعارها، وثانيها ثورة المعلومات وسهولة تخزينها والتعامل معها حتى صارت قواعد البيانات والمكتبات الإلكترونية تحمل أوعية ضخمة للمعلومات والبيانات، وآخرها التزاوج الكبير الذي حدث بين أجهزة الاتصالات وأوعية المعلومات الأمر الذي سهل تبادل المعلومات وتوفرها في أي جزء من أجزاء الكرة الأرضية، مما جعل المعلومات تنتشر مباشرة وفي جميع أنحاء الأرض بمجرد الانتهاء من إعدادها.
لقد أصبحت صناعة المعلومات إحدى أهم- إن لم تكن أهم- الصناعات الحديثة . فمن يملك ناصية المعلومات في هذا العصر فإنه بكل ثقة قادر على قيادة هذا العالم وتوجيهه فكرا وعملا وعلما والسيطرة عليه زمانا ومكانا.
و لقد كانت المعلومات لغزا كبيرا وعلما خفيا لا يطلع عليه سوى الفئة المسؤولة من الناس وبكمية محدودة، أما اليوم فإن "أخطر" المعلومات متيسرة لتلميذ المرحلة الابتدائية في أمريكا و بنقلادش على حد سواء!، كما أن أغزر المعلومات ممكنا لمن يعيش أوساط المدن المتقدمة وبين أسوار الجامعات ومراكز المعلومات ولمن يعيش في الفيافي والقفار على حد سواء !!
صناعة المعلومات تجارة جديدة تحتل مكان الصدارة في خيارات كثير من الدول، ولذلك ترى الاهتمام الكبير في إعداد النشء لهذه الصناعة، وترى توعية عامة للمجتمعات لفهم هذه الصناعة والتعامل معها، كما ترى تشجيعا كبيرا لقطاع الصناعة للاستثمار في هذه الصناعة و صب الأموال فيها.
والاستثمار في هذه الصناعة يحقق هدفين هامين: أولا: المساهمة في توجيه العالم وقيادته من خلال محتوى هذه المعلومات، ثانيا: الحصول على عوائد مادية ضخمة في مجال يعتبر "زبائنه" الأكثر عددا من أي صناعة أخرى على مر التاريخ.
وقد يزداد الأمر أهمية عندما نكون حملة دين حق وفكر صحيح (الإسلام)، وأصحاب أكبر مصدر للمال في هذا العصر (البترول). ولذلك فإنه حري بنا ونحن نستثمر في هذا المجال ونحن حملة فكر وأصحاب مال أن نحقق أعظم ربح وأكبر نشر للمعتقد، مما يجعنا تجار مال ورواد فكر.
        إن صناعة المعلومات لا يقوم به أفراد ولا تقوم به مؤسسات بعينها، بل يقوم به المجتمع بأسره ... المجتمع بعقوله العلمية، وقياداته الفكرية، ومؤسساته الحكومية وقطاعه الخاص... صناعة يقودها الراسخون في العلم فيها ويدعمها المسؤول بقراره والدولة بمالها وإمكاناتها، والمجتمع بحماسه وتشجيعه.
ولكن الأهم هو صناعة المعلومات من أجل تحقيق أهم استثمار وأعز مطلب وأكبر غاية على وجه البسيطة........ "تعبيد الناس لرب العالمين"!... 
د. إبراهيم بن عبدالله المحيسن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق